الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الأستاذ عميره عليّه الصغيّر يكتب: "جيل مَبْلي بالمطالعة"

نشر في  22 أوت 2023  (16:43)

بقلم: الأستاذ عميره عليّه الصغيّر
 
حتى ثمانينات القرن الماضي كنّا نحن جيل الاستقلال ( وما قبله) و خاصة ابناء الارياف لا متعة لنا خارج الدراسة واعانة العائلة كل حسب مهنته ، كنا وخاصة ان لا تلفزة تشغلنا حتى السبعينات ، نطالع ، نقرأ ،بالعربية و الفرنسية خاصة، لأن غالب المواد كانت تدرس بالفرنسية.
 
فلا غرابة ان تجد تلميذ السنة الرابعة قديما ( اي الاولى ثانوي حاليا) يقرأ لسارتر و البار كمي وحتى فلوبار وفكتور هيقو...الكتب متوفرة بالمكتبة العمومية او بمكتبة المعهد. و للطرفة في اكتوبر 2011 زرت معهدي القديم ( المعهد المختلط حي المنارة بقابس ) الذي اضحى ثلاثة معاهد حاليا ، و قد استقبلني مدير المعهد بحفاوة بعدما قدمت له نفسي و اهديت المعهد نسخا من مؤلفاتي، وسألت المدير هل يمكنني زيارة مكتبة المعهد بالطابق الثاني، وهو موقع ذاكرة عزيز عندي، و رحب بالفكرة و سألت الموظفة فيها هل يُقبل التلاميذ على المطالعة فردّت انه نادر وما حز ّفي قلبي ان كتبا وسلاسل مؤلفات بالفرنسية بقيت على حالها وعليها خيوط العنكبوت منذ سنوات.
 
اعرف أن تلاميذنا ليسوا المسؤولين على تجفيف ادمغتهم و جعلهم ادوات سهلة لدمغجة عقولهم و جرهم حيث يرغب الراغبون. المسؤولية تعود للدولة اولا وواضعي برامج التعليم و للعائلات ثانيا...موضوع يطول نقاشه..
 
النتيجة هاهو لنا جيل او جيلين لا يعرف الا شاشة البرطابل مصدرا آخر للمعرفة و الإلهام اذا استثنينا بلاطوات التهريج والتفاهة من كرونيركات التّكسّب على قنوات تلفزاتنا و هو لا يعرف تكوين جملة سليمة فما بالك لمناقشة فكرة او ابداعها، الا من اسعفه الحظ في عائلته وقد أضحى عرضة لكل متلاعب بالعقول ولكل بائع للأوهام.
Peut être une image de 1 personne et texte